شعر فاروق
جويدة
|
عودوا إلي مصر ماء النـيل يكفينـا
|
منذ ارتحلتم وحزن النهر يدمينا
|
أين النخيل التي كانت تظللـنـــــــا
|
ويرتمي غصنـها شوقـا ويسقينـا ؟
|
أين الطيور التي كانت تعانقـنــــــا
|
وينتشي صوتـها عشقـا ويشجينا؟
|
أين الربوع التي ضمت مواجعنــا
|
وأرقت عينها سهدا لتحمينـــــــا ؟
|
أين المياه التي كانت تسامرنــــــا
|
كالخمر تسري فتـشجينا أغانينـا ؟
|
أين المواويل ؟.. كم كانت تشاطرنـا
|
حزن الليالـي وفي دفء تواسينــــــا
|
أين الزمــــــــــان الذي عشناه أغنية
|
فعانــق الدهــــــر في ود أمانينــــــــا
|
هل هانت الأرض أم هانت عزائمنـا
|
أم أصبـح الحلم أكفانـــا تغطـينــــــــا
|
جئنا لليلـــــــــي.. وقلنا إن في يدها
|
سر الحياة فدست سمهـــــــــــا فينـــا
|
في حضن ليلي رأينا الموت يسكنـنـا
|
ما أتعس العمر.. كيف الموت يحيينا
|
كل الجراح التي أدمت جوانحنـــــــا
|
ومزقت شمـلنـــا كانت بأيدينــــــــــا
|
عودوا إلي مصر فالطوفان يتبعكـــم
|
وصرخة الغدر نار في مآقينـــــــــــا
|
منذ اتجهنا إلي الدولار نعبـــــــــــده
|
ضاقت بنا الأرض واسودت ليالينـــــا
|
لن ينبت النفط أشجارا تظللنـــــــــا
|
ولن تصير حقول القار.. ياسمينــــــا
|
عودوا إلي مصر فالدولار ضيعنــــا
|
إن شاء يضحكـنا.. إن شاء يبكينــــــا
|
في رحلة العمر بعض النـار يحرقنا
|
وبعضها في ظلام العمر يهدينـــــــــــا
|
يوما بنيتم من الأمجـــــــــاد معجزة
|
فكيف صار الزمان الخصب.. عنينـا ؟
|
في موكب المجد ماضينا يطاردنـــا
|
مهما نجافيه يأبي أن يجافينـــــــــــــــا
|
ركب الليالي مضي منــــــــــــا بلا عدد
|
لم يبق منه سوي وهم يمنينــــــــــــــــا
|
عار علينا إذا كانت سواعدنـــــــــــا
|
قد مسها اليأس فلنقطـع أيادينـــــــــــــا
|
يا عاشق الأرض كيف النيل تهجره ؟
|
لا شيء والله غير النيل
يغنينـــــــــــا..
|
أعطاك عمرا جميلا عشت تذكــــــــــره
|
حتي أتي النفط بالدولار يغـرينـــا
|
عودوا إلي مصر.. غوصوا في شواطئها
|
فالنيل أولي بنا نـعطيه.. يعطينـــا
|
فكسرة الخـــبــز بالإخــــــلاص تشبعنـــا
|
وقطـرة الماء بالإيمــــان تروينــا
|
عودوا إلي النـيل عودوا كي نطهـــــــــره
|
إن نقتسم خـبزه بالعدل.. يكـفيــنـا
|
عودوا إلي مصر صدر الأم يعــرفـنــــــا
|
مهما هجرناه.. في شوق يلاقينـــا
|