الجمعة, 2025-07-04, 6:16:32 PM
أهلاً بك ضيف | RSS

      محمد على قرون               

تصويتنا
قيم موقعي
مجموع الردود: 26
الدخول
الة حاسبة
احصائية
الوقت والتاريخ

مدونة

الرئيسية » 2011 » أوكتوبر » 15 » الطرق العلمية للاستذكار ( الشروط العلمية للتحصيل الجيد )
1:03:12 AM
الطرق العلمية للاستذكار ( الشروط العلمية للتحصيل الجيد )

الطرق العلمية للاستذكار ( الشروط العلمية للتحصيل الجيد ):

       فى هذا الجزء نعرض تصورا خاصا لاهم الطرق العملية للاستذكار ( الشروط العلمية للتحصيل الجيد أو العيادات الصحيحة فى الاستذكار ) والتى يمكن أن تفيد فى ارشاد الطالب الذى يرغب فى النجاح أو التفوق وكذلك الطالب المتأخر دراسيا الذى تحيط به الصعوبات من كل جانب فيعرفه كيف يحول الفشل إلى نجاح وكيف يخلق من اليأس رجاء وكيف ينهض بمستواه التحصيلى . كما أن الالمام بهذا التصور يمكن أن يفيد فى أية برامج أو خطط يمكن أن توضع بهدف مساعدة الطلاب الجامعيين على التحصيل الجيد وكيفية الاستعداد للامتحانات بعيدا عن مشاعر الخوف والقلق الذى يسيطر على نسبة كبيرة من هؤلاء الطلاب . ويتضمن هذا التصور ما يلى :

1- البداية الجادة فى الاستذكار من أول العام الدراسى :

      لابد أن يعى كل طالب اهمية البداية الجادة للاستذكار منذ بدء العام الدراسى الجامعى وعدم تأجيل الاستذكار إلى مرحلة متأخرة من العام الدراسى وكذلك عدم تأجيل عمل اليوم إلى الغد .

     فمن الملاحظ أن نسبة كبيرة من طلبة وطالبات الجامعة يهملون فى عملية الاستذكار ومراجعة الدروس من أول العام ويبدأون فى المذاكرة فى نصف العام الدراسى أو بعد ذلك بكثير وربما فى الشهر الأخير أو الأيام الأخيرة قبيل الامتحانات مما قد يسبب لهم الإحساس بالحيرة والقلق والارتباك والخوف من مواجهة  الامتحانات نتيجة لهدف التحصيل وعدم الالمام بالمواد الدراسية .

     فالبداية الجادة والبداية المبكرة فى الاستذكار تجعل الطالب أكثر استقرارا واكثر اطمئنانا كما تجعله أكثر قدرة على مواجهة الامتحانات بصورة أكثر جدية وفاعلية نظرا لادراك الفرد أن الوقت مازال كافيا للتحصيل بجانب أن استذكار كل موضوع بعد سماع شرحة فى المحاضرة يؤدى إلى زيادة التأكيد عليه وزيادة التثبيت له وتكون هناك فرصة متسعة للتساؤلات والاستفسارات المتعلقة بالاجزاء الصعبة منه الامر الذى لا يتوفر لدى من يبدأون النذاكرة فى وقت متأخر من العام الدراسى لأن كل جهدهم سوف يتركز حول تحصيل أكثر قدر من الموضوعات الدراسية فى فترة وجيزة من الزمن .

     ويعد عامل (التأجيل) أى تأجيل عمل اليوم إلى الغد من العوامل الأساسية التى قد تمنع الطالب من البداية الجادة فى الاستذكار منذ أول يوم فى العام الدراسى فالطالب الذى أعتاد التأجيل يميل إلى تأجيل عملية الاستذكار إلى اليوم التالىثم الأسبوع التالى ثم الشهر التالى وهكذا حتى الأيام القليلة قبيل الامتحانات دون أن يشعر هذا الطالب بضياع الفرصة أو ضياع الوقت من أجل ذلك فإننا نحتاج فى كل يوم إلى القااعدة الهامة التى تعلمناها منذ الطفولة وهى : " لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد " .

     وحينما يتوفر لدى الشخص الرغبة الجادة فى الاستذكار يجب أن يبدأ العمل الجاد دون تأجيل بل يتم ذلك فى نفس اليوم وفى نفس اللحظة التى ينوى فيها وليس الغد حتى لا تضيع عليه مثل هذه الفرصة .

     كذلك فإن الانتظام فى الدراسة يحتاج إلى توافر العزيمة القوية وإلى الاحساس بأهمية العمل الجاد والمثابرة وبذل الجهد ويحتاج إلى قدرة على اجبار النفس وتوجيه الطاقات الكامنة فى الفرد لكى تعمل فى سبيل التحصيل واستيعاب التعليمات مع ملاحظة أن عملية الاستذكار والتى يظن البعض بأنها عمل شاق سوف تتحول إلى عمل محبوب حينما توفر الدافع ونقوى العزيمة ونبدأ فى المذاكرة وتحصيل الدروس .

 

 

2- إعداد جدول لتنظيم عملية الاستذكار :

     ويتبع بعض الطلبة مبدأ اعداد جدول لتنظيم عملية الاستذكار وهذا عادة ما يكون مفيداً جداً لأنه ينظم العمل ويكشف للفرد فى كل فترة ما تم انجازه وما هو باق ينتظر الانجاز بحيث يستطيع الفرد مضاعفة جهده إذا كان الوقت ضيقاً كما أنه يعتبر بمثابة إلزام للنفس بأداء عمل محدد فى فترة زمنية معينة .

     ولكن يجب أن يكون الجدول عملياً بحيث لا يكون مرهقاً جداً فنكشف بعد فترة أنه يستحيل تنفيذه فنياً ولابد أن يكون مريحاً جداً بحيث نشفق على أنفسنا فلا نستطيع انهاء المناهج المقررة ويجب بصفة عامة تعديل الجدول كلما اكتشفنا عدم كفاءته فى تنظيم الوقت تنظيماً عملياً.

     مع ملاحظة أن الجدول الذى ينظم الاستذكار فى بداية العام أو منتصفه يجب أن يختلف تماماً عن الجدول الذى ينظم العمل قبل أيام الامتحانات فالجداول فى الأيام الأخيرة يجب أن تكون دقيقة وأن تستغل كل الأوقات فى الاستذكار والمراجعة .

     وقد أثبتت الخبرة أن تخصيص عدة أيام متتالية لاستذكار مادة واحدة لا يكون مفيداً بقدر ما تجزء المادة على أيان موزعة ويتضمن اليوم الواحد استذكار أكثر من مادة فهذه الطريقة الأخيرة لها فوائد عديدة أهمها أن المادة الواحدة يمكن الرجوع إليها فى فترات متقاربة فيحول ذلك دون نسيانها .

     وهناك ملحوظة هامة أن إعداد الجدول أمر سهل ولكن إن لم يكن لديه عزيمة قوية لتنفيذ الجدول الذى اعددته فلن يكون إعداد الجدول نفسه مفيداً فإن لم تكن قوى العزيمة ستجد نفسك تنظم جدولاً فى كل يوم وفى كل أسبوع ولا تنفذه كما يحدث مع بعض الطلبة .

     وهذا كان الجدول يجب أن يبدأ من بداية العام ولكن ذلك يعنى أننا إذا لم نكن بدأنا من بداية العام فنيأس ولا نبدأ على الإطلاق فأحياناً تحدث بعض المعطلات التى يتسبب فيها الشخص نفسه أو تكون خارجة عن إرادته فى هذه الحالة على الطالب أن يضاعف جهده فى المدة الباقية ويعوض الوقت الضائع ولكن بقدر ما يمكننا التحكم فى هذه الظروف بقدر ما نتجنب الاضطراب والحيرة والتشكك الناتج عن ضيق الوقت .

 

مراعاة العمليات الأساسية للتذكر

     التذكر كما سبق أن أوضحنا هو عملية عقلية يقوم بها الفرد لاسترجاع حادث أو خبرة أو تجربة من أى نوع كانت قد مرت عليه من قبل وتتضمن هذه العملية ثلاث عمليات هى :

1- عملية التحويل الشفرى :

     ويتم فى هذه العملية تحول وتغيير شكل المعلومات من حالتها الطبيعية التى تكون عليها حينما تعرض على الشخص إلى مجموعة من الرموز أو الصور لها مدلول خاص يتصل بهذه المعلومات .

2- عملية التخزين :  

     وتشير إلى احتفاظ الذاكرة بالمعلومات التى تحول إليها من المرحلة السابقة وتبقى هذه المعلومات بالذاكرة لحين حاجة الفرد إليها .

3- عملية الاسترجاع :  

     وتشير إلى إمكانية استعادة الفرد للمعلومات التى سبق أن اختزنت فى الذاكرة وكثراً ما يستدعى الفرد خبراته اليومية فى سهولة ويسر أما الخبرات والأحداث التى يمر عليها عدة أسابيع فليس من السهولة استدعائها بل تحتاج إلى جهد عقلى يقوم به الفرد لكى يتمكن من استرجاع المعلومات التى مر على تخزينها فترة طويلة من أجل ذلك تعتبر عمية الاسترجاع هى المحور الأساسى للذاكرة .

     وتحتاج أغلب المواد التى ندرسها إلى قدرة على التذكر أو الاسترجاع بل أن بعضها يحتاج إلى أن يتذكر الفرد معظم أجزاء الموضوع الذى يدرسه وحتى المواد الدراسية التى يؤدى الطالب فيها الامتحان فى صورة حل مسائل أو تمارين تحتاج إلى تذكر قدر كبير من القوانين والقواعد الأساسية التى يتعين على الطالب (أو المدرس) أن يقوم باستيعابها والتعرف عليها وحفظها لكى يستخدمها فى الإجابة أو حل هذه التمارين أو المسائل . وعلى ذلك فإن عملية الاسترجاع أو التذكر عملية أساسية فى دراسة أى نوع من المواد الدراسية وسوف تحلل هذه العملية بشئ من الاحتصار للوصول إلى أفضل طريقة للتذكر أو استرجاع المعلومات الدراسية التى تحتاج إليها مواقف الحياة المختلفة .

     وعندما تحاول استذكار أى مادة فأنت تحاول فى البداية أن تعرض المعلومات على ذهنك وغالباً ما يكون ذلك عن طريق القراءة الصامتة أو المسموعة أو الإملاء أو الكتابة أو الاستماع من الغير أو كل هذه الطرق معاً كأن نستمع إلى درس أو محاضرة ثم نحاول قراءة الموضوع بعد ذلك ثم كتابة الأجزاء الصعبة منه. وعن طريق ذلك تنطبع فى أذهاننا صورة عن محتوى المعلومات الواردة فى المادة . ومن الطبيعى أننا نستطيع تذكر قدر من المادة التى عرضت فى أذهاننا بعد فترة وكلما كنا نركز تركيزاً شديداً أثناء استقبال المادة كلما سهل علينا تذكرها سواء فى وقت قريب أو بعيد ولكما أمكننا تذكر الجزء الأكبر مما سمعناه أو قرأناه .

     وعلى ذلك فإن ما تهدف إليه عندما نذاكر أى مادة هو ما يسمى بالاحتفاظ فنحن نحاول الاحتفاظ بالمادة فيما بين استذكارها أو حفظه وبين فترة استرجاعها أى حينما نود أن نتذكرها بحيث يمكننا تذكرها بصورة متكاملة .

     وهناك عاملان أساسيات يؤثران تأثيراً كبيراً على عملية استذكار المادة والاحتفاظ بها بجانب بعض العوامل الأخرى التى سبق الإشارة إليها فى الفصل الثانى من هذا البحث وهذان العاملان هما :

(أ‌)      أثر التركيز والانتهاء للمادة المتعلمة  :

      فأنت إذا كت شديد الانتباه أثناء عرض المادة على ذهنك فسوف تستطيع تحصيل كل ما يعرض عليك . أما إذا كانت هناك عوامل تقلل من درجة الانتباه والتركيز وتؤدى إلى التشتيت فإنها سوف تضيع جزءاً من المادة بحيث لا تتمكن من استقبال كل المادة الموجهة إليك وبالتالى عندما تود استرجاع هذه المادة فسوف لا يمكنك استرجاع ما يجب عليك أن تكون قد عرفته أنت لن تسترجع إلا الأجزاء التى كنت شديد الانتباه لها وأنت تسمعها أو أنت تقرأها . 

     والعوامل التى تؤدى إلى تشتيت الانتباه بعضها خارج عن الفرد وبعضها يأتى من داخله والعوامل الخارجية قد تكون الضوضاء أو الأحداث المفاجئة أو أصوات الآخرين أو غير ذلك . وهذه العوامل يمكن أن توجد فى قاعة المحاضرات أو فى المنزل وهى يمكن ضبطها والتحكم فيها بشئ من لحكمة أو التنظيم ، أما العوامل الداخلية فهى خاصة بالفرد وبأفكاره وعدم قدرته على ضبط فكره وتوجيه نحو الإفادة مما يسمعه أو نحو التركيز فيما يقرأه ويمكن أن يرنبط هذا بمشكلات نفسية أو ضغوط داخلية وهى يمكن علاجها كلها لكى يصل الإنسان إلى أكبر قدر من التركيز وهذا يتم بالتدريج وقد سبق مناقشة مثل هذه المشكلات النفسية بشئ من التفصيل .

 

(ب‌)  أثر التكرار المقترن بالتدعيم المرتبط بتعمد الحفظ أو التعلم :

     حيث أثبتت التجارب أن تعلم الأشياء أو الأعمال المركبة أو المعقدة يحتاج إلى تكرارها عدة مرات بيد أن التكرار وحده لا يكفى للتعلم وتكوين العادات فالتكرار دون تدعيم لا يثبت المعلومات فى أذهاننا بالإضافة إلى أن التكرار الأصم لا يؤدى إلى التعلم أو التحسن بل إن فيه تبديد للوقت والجهد وقد يثبت الدافع للتعلم من أجل ذلك فإن التكرار المثمر المفيد فى عملية التعلم هو التكرار المقترن بالنتباه والملاحظة وفهم عناصر الوقت والتمييز بين الاستجابات الصحيحة والخاطئة وهو المقترن بمعرفة المتعلم مدى تقدمه أى المقترن بالتدعيم والمرتبط بتعمد الحفظ أو التعلم .

     ويلاحظ أن التكرار يجب أن يكون فترات موزعة أى أنه من المفضل قراءة الموضوعات أو حل المسائل والتمارين فى وقت معين ثم نستمر بعد ذلك إلى أن يحدث نوع من التشبع ثم يبدأ الطالب فى الانشغال فى مادة أخرى ثم يعود للمادة الأولى مرة أخرى فيعيد قراءتها محاولاً تذكر ما قرأه فى المرة الأولى ثم تتكرر هذه العملية عدة مرات .. وهكذا مع ملاحظة أن الفترة الوسيطة فمن المرة أولى والثانية يمكن أن يجددها كل شخص طبقاً لطبيعة المادة ومحتواها وطبقاً لحجم المواد الأخرى التى لابد أن يستذكرها وكذلك الفترة الزمنية المتاحة والتى تسبق الامتحان .

     وإذا راعى الطالب تركيز الانتباه بجانب التكرار المرتبط يتعمد المتعلم فى استقباله للمادة المعروضة على ذهنه .. فإن ذلك سوف يزيد من قدرته على تذكر المادة عند اللزوم.

     ولكن يلاحظ أن احتفاظ ذهن الطالب بالمادة أيضاً يخضع لعوامل التشتت أو التشويش ويمكن أن يفقد الإنسان بذلك قدراً من المواد التى سبق واستذكرها بتركيز وانتباه فإذا كان الطالب يتعرض لأزمات نفسية أو مشكلات عائلية أو لظروف طارئة تجعله متوتراً فإن ذلك يمكن أن يؤثر على احتفاظه بالمادة التى سبق أن استذكرها ولهذا عندما يود أن يسترجعها فإنه يمكن أن يسترجعها استرجاعاً ناقصاً أى لا يكون عارفاً لكل ما سبق أن استذكره وعلى ذلك فإذا كنا نهتم فى أثناء عملية الاستذكار وعرض المادة على الذهن أو نركز الانتباه ونتلافى عوامل التشتت فإن الفترات التى تلى ذلك تحتاج لنفس الاحتياطات . وبصفة عامة فإن فترة الدراسة تحتاج أن يتمتع الإنسان بقدر كبير من الهدوء وتحتاج أن يبتعد الطالب عما يؤدى إلى تشتيته وخاصة الأمور الشخصية والتنفسية التى تستنفذ الوقت والجهد .

     وهناك ملحوظة هامة : أن التذكر هو عملية نتدرب عليها فالبعض يظن أنه لا يمكنه تذكر شئ والبعض يظن فى نفسه الغباء وأنه ليس لديه قدرات مثل غيره ولكن الخبرة أظهرت أن من يدرب نفسه على الاستذكار والتذكر يجد أن هذه القدرة تنمو لديه مهما كانت قدراته الأساسية ضعيفة إذن الأمر يحتاج إلى بذل الجهد ويحتاج إلى إرادة قوية كما يحتاج إلى دافعية للإنجاز أو التحصيل .

سمات الاستذكار الجيد :

     المذاكرة الجيدة هى التى تتم فى وقت مناسب وبجهد مناسب وتأتى بأفضل النتائج فيما يختص بالتحصيل أو استيعاب المعلومات الدراسية :

(1)      فى وقت مناسب : فليس بلازم أن تتم فى وقت طويل وتستنفذ كل وقت الإنسان . كذلك فإن قصر فترة الاستذكار يؤدى إلى عدم نضج المعلومات .

(2)      وبجهد مناسب : فبعض الطلبة يستذكرون دروسهم بعصبية ويكونون مشدودين شداً عصبياً طوال فترة الدراسة وخاصة فى الأوقات السابقة على الامتحانات وفى أيام الامتحانات . وهذا التوتر لا يتيح للذهن فرصة أن يكون مرناً لاستقبال المعلومات والتفكير فيها كما أنه يؤدى إلى نوع ن الاجهاد ويجعل الإنسان يشعر بالتعب بعد بذل أقل جهد ، فضلاً عن ذلك فإن بعض الطلبة يصلون إلى درجة البكاء والانهيار فى أيام الامتحانات ولهذا لا يتمكنون من الإجابة فى الامتحان بصفاء ذهن وهذا يؤدى إلى فقدانهم الكثر من الدرجات وأحياناً رسوبهم .

     والأمر يحتاج إلى أن نفكر جيداً فى أن المذاكرة هى عمل يجب أن يكون محبوباً لكن نؤديه بهمة وشغف ودون توتر أو عصبية ، ويجب أن نتذكر دائماً أن أهل المنزل لا يجب أن يعيشوا أيام المعاناة فى أوقات الامتحانات بسبب توتر أعصاب أبنائهم الطلبة فنحن يجب أن نخفض من معاناة أهل المنزل باظهار ثباتنا وثقتنا بأنفسنا .

(3) النتيجة الأفضل : أهم سمات المذاكرة الجيدة أن تأتى بأفضل نتيجة والنتيجة الأفضل تتوقف على مراعاة الاعتبارات السابقة . النتيجة الأفضل يشعر بها الإنسان كلما حاول أن يسترجع ما سبق أن استذكره فى مرات سابقة ويجدها أيضاً فى نهاية العام الدراسى .

مراعاة العوامل التى تساعد على التأكد من جودة الاستذكار :

     وهناك بعض العمليات التى تساعد على حسن الاستذكار وسهورة التذكر ومن هذه العوامل :

(1) الاسترجاع والتسميع والاستظهار :

     كل مادة مهما كانت رياضية أو طبيعية أو اجتماعية أو أدبية تحتاج إلى استرجاع غير أن كل نوعية من المواد تسترجع بطريقة خاصة فطريقة استرجاع المواد الرياضية ستختلف عن طريقة استرجاع المواد الاجتماعية . ففى الحالة الأولى يتم الاسترجاع عن طريق تذكر القوانين الأساسية والنظريات ثم حل التمارين وفى الحالة  الثانية يتم الاسترجاع بالتسميع .

     والملاحظة أن جميع المواد تحتاج إلى إعادة تذكر لأساسيات لابد أن يعرفها الدراس ، ولهذا تحتاج من حين إلى آخر إلى التسميع والتسميع عملية نختبر بها أنفسنا ونعرف بها هل ذاكرنا استذكاراً جيداً أم لا ؟ وهل استطعنا أن نحتفظ بهذه المعلومات ونتذكرها بسهولة أولاً ؟ .. ولهذا فالتسميع :

(أ‌)            فرصة لأن يختبر الطالب نفسه ويصحح معلوماته الدراسية .

(ب‌)        وهو يؤدى إلى توفير الوقت والجهد إذ أن التسميع يساعد على اعادة الاستذكار ولكن بطريقة تقتصد من وقت وجهد الشخص.

(ج) كما يؤدى إلى تثبت ما تعلمه الشخص فنحن عندما نستذكر ثم نحاول أن نسمع فإن ما نسمعه لأنفسنا نثبته فى ذاكرتنا .

(د) ويؤدى التسميع إلى أن يلقى الشخص نظرة أخرى على المادة فيستطيع ادراك العلاقات بين أجزائها المختلفة ويمكن أن يكتشف فيها تفصيلات لم يستطيع أن يتعرف عليها فى المرة الأولى .

(هـ) كما يتيح التسميع للشخص أيضاً فرصة التعرف علىمواطن الضعف فيعرف: أى الأجزاء ذاكرها بطريقة جيدة وأيهما تحتاج إلى مزيد من الجهد والتركيز .

     وإذا كان الطالب عندما يبدأ فى التسميع ويدرك أن اجزاء كثيرة لا يستطيع تذكرها يمكن أن يصيبه هذا بالألم فإن الإحساس بلذة النجاح إذا لم يستطيع الاسترجاع يمكن أن يؤدى إلى تشجيع الشخص على بذل الجهد على أن عدم القدرة على الاسترجاع أثناء التسميع لا يجب أن تبعث فى نفوسنا اليأس بل أن تكون بمثابة منبه يحثنا على بذل مزيد من الجهد .

     ولا يجب أن يبدأ التسميع قبل الأوان وإلا كان ذلك مضيعة للوقت فإذا لم يعط الطالب لنفسه فرصة كافية لعرض المادة وفهمها والتأمل فيها فكيف يسترجعها ؟ ولذلك فإن كثيراً من أنواع الإخفاق فى التسميع تأتى من أن التسميع لا يبدأ بعد استيعاب الفكرة استيعاباً كاملاً ويلاحظ أنه من المهم أن ندرك أن الاستيعاب الكامل يتطلب استيعاب فكرة الموضوع ككل ثم استيعاب تفاصيلها بعد ذلك .

(2) – توزيع الاستذكار وتركيزه– المجهود المركز والمجهود الموزع فى الاستذكار :

     الاستذكار الموزع أفضل من الاستذكار المرز بصفة عامة وهذه القاعدة تعنى أن قراءة الموضوع فى مرتين متباعدتين فى يوم واحد أفضل من قراءته عدة مرات فى جلسة واحدة كما سبق أن ذكرنا .

     وعلى الرغم من أن هذه القاعدة أساسية عامة إلا أن لكل قاعدة شواذ .

     وتوزيع المادة على أوقات متفاوتة يؤدى إلى الاقتصاد فى الوقت إذ أن الطالب سيجد فى النهاية أن مجمل الوقت الذى استغرقه استذكار المادة الواحدة أقل مما لو كان استذكرها فى وقت متصل ، كما أنها طريقة مريحة تؤدى إلى الإقلال من الملل . وأهم من ذلك كله أن المادة التى تذاكر بهذه الطريقة تكون أكثر رسوخاً ودواماً من غيرها ، وعلى هذا فيفضل أن يتضمن البرنامج اليومى للستذكار أكثر من مادة .

     وطبقاً لهذا المبدأ فإن ما يظنه بعض الطلبة من أنه يمكنهم أن يركزوا فى مادة واحدة بحيث يستذكرنها فى عدة أيام قبيل الامتحان افتراض خاطئ ويؤدى إلى نتيجة سيئه . وربما يكون هذا هو السبب فى أن البعض يظن أنه استذكر المادة كلها ولكنه لم يأت بنتيجة سارة . والواقع أن ذهنه لا يكون قد استطاع – فى المدى الزمنى القصير استيعاب كل ما عرض عليه ، فالطالب يقرأ ولكن كثيراً مما يقرأه بسرعة لا يرسخ ويستقر فى ذهنه ، ويتسبب فى ذلك عامل التعب بسبب ارهاق الذهن فى وقت قصير كما يتسبب فيه أيضاً أن المعلومات لا تدخل الذهن بطريقة منظمة .

     وليس المقصود بهذا أن نذاكر فترات قصيرة تتخللها فترات أيضا ًللراحة وليس المقصود أيضاً أن نذاكر فترات قصيرة ونركن إلى الراحة فترات أطول كما يحدث مع البعض الآخر ولكن المقصود هو الوصول إلى توزيع الاستذكار والراحة بطريقة منظمة على أن يتضمن ذلك فترات طويلة للاستذكار تتبعها فترات راحة أقصر.

(3) – النظر إلى المادة ككل وكأجزاء – الطريقة الكلية أو الطريقة الجزئية:

     وإذا كان من الضرورى قراءة جميع الموضوعات التى نريد أن نستذكرها مرة واحدة قراءة عامة فإن موضوعات معينة تكون دراستها دفعة واحدة أجدى من تجزئتها فى حين أن بعض الموضوعات يجب أن يحدث فيها العكس إذ يجب أن يقوم الشخص باستذكارها بعد تقسيم الموضوع إلى عناصر جزئية ولهذا اتضح أن لكل طريقة محاسنها وعيوبها ويتوقف نجاحها على مجموعة عوامل منها طول المادة ونوعها وصعوبتها وعمر المتعلم وذكاؤه وخبرته ولقد دلت التجارب على أن الطريقة الكلية تفضل الجزئية حين لا تكون المادة طويلة أو صعبة وحين تكون لها وحدة طبيعية أو تسلسل منطقى . أما المادة المسرفة فى الطول أو فى الصعوبة فيحسن تقسيمها إلى أجزاء ملائمة ثم يدرس كل جزء على حدة وللطريقة الكلية قيمة خاصة لدى الكبار والأذكياء وهى أفضل فى حفظ الشعر إن لم تكن القصيدة ، طويلة فيجب تجزئتها إلا أن هذه الطريقة الكلية لا تلائم الطفل لأنه يريد أن يشعر أنه قد حفظ شيئاً . ويجدر الإشارة إلى أن أفضل طرق تعلم موضوع معين هى الطريقة المرنة التى تجمع محاسن من الطريقتين معاً الطريقة الجزئية التراجعية .

(4) الاهتمام بعمل تلخيص للمواد الدراسية :

     يلجأ بعض الطبة إلى التلخيص فى مواد متعددة وفى بعض الأحيان يكون هذا التلخيص مفيدا ًجداً وفى أحيان أخرى يكون شديد القصور .

     والطريقة المفيدة فى التلخيص هى التى يمكن أن نطلق عليها تنظيم المادة ، فبعض الموضوعات عندما تقرأ نجدها تحتاج إعادة تنظيم وترتيب ونجد أننا قادرون على وضع عناوين جانبية أو على ترقيم بعض الفقرات أو العناصر مما يساعد على تذكر المادة التى نستذكرها بسهولة وفى المواد الرياضية والعلوم يستخرج الطلبة القوانين العامة أو النظريات ويعززونها بالتجارب بحيث يسهل عليهم إعادة قراءتها خارج الكتاب . وهذه الطريقة مفيدة للغاية على ألا يتخلى الطالب عن الكتاب الأساسى كلية ، كذلك فإن تنظيم استذكار اللغات عن طريق عمل جدول للقواعد تتضمن القاعدة مع أمثلة توضيحية تكون أيضاً شديدة الفائدة .

    أما الملخصات شديدة الاختصار التى تشبه العبارات التلغرافية فهى ضارة جداً لأنه عادة ما يرسخ فى أذهاننا ما نقرأه وإذا مان الملخص هو جزء شديد الاختصار من الكتاب الأصلى فإن ما سيتبقى فى الذهن هو ملخص ولهذا فمن عيوب التلخيص شديد الاختصار أن ما يتبقى فى ذهننا لن يفى بغرض الإجابة ، وهذا هو السبب فى أن بعض الطلبة يخرجون من الامتحان ويؤكدون أنهم كتبوا كل شئ ولكن يفاجأون بنتيجة سيئة وبدرجات هابطة وما يحدث عادة أنهم لا يكونون قد كتبوا كل ما هو مطلوب ولكنهم كتبوا كل ما يعرفوه ، ولكن ما يعرفونه شديد الاختصار عما هو مطلوب ويلاحظ بصفة عامة أن أى تلخيص للمادة الأساسية سواء كان تلخيصاً شديداً الاختصار أو لم يكن كذلك فإنه سيحتاج إلى تركيز أكبر ويحتاج إلى ما يشبه حفظ المادة الواردة فى الملخص نظراً لأن الكتاب الأساسى عادة ما يحتوى على مادة أكبر من المادة التى تم تلخيصها .

(5) الاهتمام بالعوامل المؤثرة على الاحتفاظ بالمادة التعليمية :

     هناك بعض العوامل التى تؤثر على حفظ المادة العلمية كما تؤثر أيضاً على اختفاظ الطالب بها ومن هذه العوامل :

   1- حب المادة :

     المواد المحبوبة عادة ما تكون أسهل فى الاستذكار ويكون لدى كل منا الرغبة فى استذكارها ونظراً لأن الكالب يكون مهيأ نفسياً لتقبل المادة المحبوبة فإنه يستوعب بسهولة كل تفاصيلها ويسهل عليه تذكرها أيضاً واستذكار المادة فى هذه الحالة يكون كقراءة قصة مشوقة . فالشخص لا يشعر بالجهد الذى يبذله فى القراءة كما أنه يتذكر تفاصيلها دون عناء ويحدث عكس ذلك بالنسبة للمادة غير المحبوبة فالشخص يشعر بالتعب والملل من أقل جهد يبذله فيها كما يشعر أن الوقت الذى يقضيه فى استذكارها وقتاً طويلاً مهما كان قصيراً ويشعر أيضاً أنه يحتاج إلى جهد كبير للاحتفاظ بالمادة وتذكرها بعد ذلك وظراً لأن الشخص لا يكون مهيأ نفسياً فإن تقبله للمادة نفسها يصبح عبئاً.

     والمطلوب فى هذه الحالة أن نحاول أن نرغب أنفسنا فى المادة التى نستذكرها بطرق متعددة ، وأهم هذه الطرق التفكير فى الفائدة العملية للمادة ثم التفكير فى قيمة المادة التى نستذكرها فى رفع التقدير العام . ولكن يلاحظ بصفة عامة أننا لن نجد أنفسنا نحب جميع المواد بدرجة واحدة فلكل شخص ميوله وقدراته وهواياته وهى تنعكس على اتجاهاته تجاه كل مادة وكل ما هو مطلوب ألا يؤدى عدم رغبتنا أو عدم توافقنا مع بعض المواد أن نأخذ اتجاهاً ضدها يمنعنا من استذكارها أو يجعلنا نسلم تسليماً مسبقاً بأن مادة معينة لا يمكن أن تنجح فيها بتفوق ولهذا نهملها .

2- طبيعة المواد الدراسية :

     من الطبيعى أن لكل مادة طابعها الخاص وكل مادة عبارة عن نوعية خاصة يتطلب فهمها وتذكرها طرقاً تختلف عن الطرق التى تتبع فى مواد أخرى . فالرياضيات تختلف نتيجة إذا اتبعانا فى كل مادة الطرق التى تتناسب معها فالرياضيات تحتاج إلى التعرف أولاً على النظريات والقواعد الأساسية ثم تحتاج بعد إلى نوع من  التدريب على حل التمارين بعكس اللغات التى تحتاج إلى التعرف على قواعد النحو والصرف مع حفظ عدد كبير من الكلمات والأفعال ثم قراءة نصوص متعددة للتعرف على التعبيرات المستخدمة فى اللغة .. وهكذا .

     وبقدر ما نكون على دراية بنوعية المادة بقدر ما نكون قادرين على استذكارها بطريقة صحيحة وعلى الإجادة فيها . وإذا لم نكن نعرف علينا أن نسأل ، ويلاحظ أن البعض سوف يجد لديه ميلاً أكبر إلى نوعية من المواد مثل المواد النظرية أو العلمية وهذا طبيعى ولكن لا يجب أن يؤدى هذا إلى إهمال المواد الأخرى كما سبق وذكرنا.

3- الاهتمام بالجزء أو علاقته بالكل :  

    اعتاد بعض الطلبة قراءة كل موضوع فى المادة وكأنه جزء منفصل هذا الاتجاه يلقى عبئاً على الدارس إذ أ،ه يشعر أنه يذاكر وحدات منفصلة لا يدرك علاقتها ببعضها لهذا يجب أن نبدأ أولاً بقراءة الموضوع ككل ثم بعد ذلك نتعرف على الأجزاء المكونة له والتفصيلات التى تحتوى عليها وأثناء استذكار كل جزء لابد أن تكون على دراية بعلاقة هذا الجزء بالكامل .

 

4- طريقة عرض المادة والزمن الكافى لاستذكارها:

     أحياناً يكون الكتاب وافياً بعرض المادة بطريقة جيدة وفى بعض الأحيان يمكننا إحداث تعديلات فى طرق ع رض المادة حتى نتمكن من استذكارها بطريقة وافية (انظر تفصيلات عن كيفية تجزئة المادة وإضافة عناوين جانبية لإتاحة مزيد من الفهم والتذكر فىالجزء السابق الذى تعلق بالتلخيص) وإذا كان من الممكن فى بعض الأحيان اجراء هذه التعديلات على صفحة الكتاب نفسه إلا أننا فى أحيان أخرى لابد أن نستخرج المادة كلها منعيد كتابتها بطريقة أفضل خارج نطاق الكتاب .

     أما من حيث الزمن الكافى لعرض المادة واستذكارها فإنه إذا كان قضاء فترة قصيرة جداً فى عرض المادة على الذهن لا يؤدى إلى رسوخ المادة فى الذهن ، فإن إطالة المادة بطريقة مبالغاً فيها أيضاً يؤدى إلى الملل . والمطلوب قدر من الحساسية لدى الشخص يستطيع بمقتضاه أن يعرف المدة الكافية لاستذكار موضوع معين وهى تختلف من شخص إلى آخر . وهذا هو السبب فى أنه يصعب أن يقرأ شخصان موضوعاً واحداً فى وقت واحد ويكون هذا الوقت مناسباً للاثنين معاً . فكل فرد قدراته الخاصة وهناط قدر من الفروق الفردية بين كل شخص وغيره ولهذا لا يفضل أن يسأل أحدنا الآخر عن الوقت الذى يقضيه فى استذكار موضوع معين يجعل من رأى غيره مقياساً يقيس به درجة اجتهاده ، لأن هذا المقياس يكون خاطئاً بسبب فكرة الفروق الفردية.

(5) الصحة النفسية للطالب ( حالته النفسية ) :

    هناك علاقة وطيدة بين الصحة النفسية للطالب ونجاحه فى الدراسة كما أن هناك علاقة عكسية عن فقدان إحداهما . فالصة النفسية ضرورية ولازمة لنجاح عملية التعلم وعليه فإن الاكتشافاتوزيادة القدرات الذاتية فى التحصيل والتعلم دليل على الصحة النفسية . لذلط فالفرد ذو الشخصية المتكاملة يستطيع أن يعمل جيداً ويستطيع أن يتخذ قرارات عقلية متميزة بالنسبة للتعلم والاستذكار كذلك فهو قادر على وضع خطة مثالية للحياة بصفة عامة والحياة الدراسية بصفى خاصة . وعلى العكس من ذلك فالطالب معتل الشخصية الذى يعانى من المشكلات السلوكية ومشكلات سوء التوافق وتسيطر عليه مشاعر الخوف والقلق والميل والاكتئاب وغير ذلك من العوامل المغلقة سوف يجد صعوبة فى تركيز الانتباه وصعوبة فى اتخاذ القرارات العقلية الخاصة يالاستذكار ومن ثم ضعف التحصيل والانهيار أثناء الامتحان أو قبله وبعده ولذلك يجب أن نتخلص من الأزمات والمتاعب النفسية ونتخلى عن العوامل المقلقة قبل أن نبدأ فى الاستذكار.

(6) – المواد التى سبق استذكارها والمواد الجديدة :

     من الأفضل أن يبدأ الشخص مذاكرته بالموضوعات الجديدة التى لم يسبق له استذكارها ونظراً لأن ذهن الشخص يكون فى البداية أكثر حيوية ونشاطاً وأكثر استعداداً لتقبل الجديد خاصة وأن المادة الجديدة تحتاج إلى جهد وتركيز أكبر ثم يستطيع الشخص بعد أن يراجع المواد التي سبق له أن استذكرها منذ يوم أو يومين.

(7) ترتيب المادة ترتيباً منطقياً و أهمية عامل الفهم والتنظيم : 

     لا شك أن تحصيل المادة المفهومة والاحتفاظ بها أسرع وأدق وأعطى على النسيان من المادة غير المفهومة كما أن تنظيم المادة والربط بينها وبين غيرها من المواد المتصلة بها يعين على فهم هذه المادة ويسهل تعلمها وتذكرها ذلك لأن فهمنا للشئ يزداد كلما زاد ارتباطه بغيره من الأشياء فمثلاً عند دراسة تجربة معينة يفضل التعرف على الغرض منها ثم المواد والدوات المستخدمة ثم خطوات الترجبة ثم النتائج .. وهكذا نكون قادرين على إعادة تنظيم أى مادة دراسية بطريقة منطقية.

     وترتيب المادة منطقياً يعنى تقسيمها إلى أجزاء معينة يربط بينها رباط منطقى أى أ جزاء عضوية تعكس أقساماً معنوية ثم البحث عما بين هذه الأقسام من أوجه تشابه أو تضاد ثم ادماج هذه الأقسام فى وحدات متكامل منطقية أو طبيعية تسهل فهمها والاحتفاظ بها وتجعلها ذات معنى مما يساعد على سرعة تذكرها .

     ويصعب تذكر الأشياء التى ليس لها معنى أو غير واضحة المعنى أيضاً ، وعلى سبيل المثال فإن كلمات مثل : " ديف ، شود ، لوى ، نوز كلها كلمات ليس لها معنى واضح . فإذا أعطينا أى شخص مجموعة من هذه الكلمات وطالبناه بأن يستذكرها لكى ما نختبره فيها سوف يكون من الصعب عليه تذكرها بعكس الحال إذا أطيناه كلمات ذات معنى مثل : كراسة – قلم – كتاب .. إلخ .

     وطبقاً لذلك فإنه يصعب على الطالب الذى تعود على أن يحفظ دون فهم أو يحفظ الأجزاء التى لم يفهمها أن يتذكرها بسهولة ولهذا فإن حفظ أية مادة يجب أن يأتى بعد فهمه جيداً . ونلاحظ أحياناً أن الطالب يبدأ يجيب على سؤال معين فى الامتحان ثم يتوقف فجأة ولا يمكنه استكمال الإجابة بسبب النسيان . وغالباً ما يرجع ذلك إلى اعتماد الشخص على الحفظ أكثر من الفهم .

     ويلاحظ أنه حتى إذا أمكننا بذل جهد أكبر فى حفظ المادة غير المفهومة إلا أن تذكرها يكون عرضة للنسيان فى أى وقت ويلاحظ أن التداخل والخلط والتشويش يحدث كثيراً فى المادة التى تتميز بعد الفهم .

     ونحن نحتاج دائما إلى وسائل نستطيع بهذا أن نربط بين المادة التى نستذكرها بحيث نصبح وحدة واحدة أو سلسلة افكار فى خط مترابط ، على أن تنظيم المادة اثناء استذكارها بجانب فكرة وضوح المعنى تعتبر ضرورية ، وفى بعض الاحيان نحتاج أن نرتبها تحت عناوين منطقيه يمكن أن نميزها بالوان خاصه تساعدنا على التذكر .

(8)- الاهتمام بالاسلوب المتبع فى الاستذكار :

     يوثر الاسلوب المتبع فى الاستذكار والحفظ على عملية ألاسترجاع نحفظ اشياء متوابطه يعتبر امرا ضروريا لاسترجاعها وعلى سبيل المثال : فاسترجاع الارقام الاتية 2-4-6-8-10 يعتبر اسهل من استرجاع الارقام الاتية : 21-13-22-19.

ولهذا فان بعض المقررات وخاصة اللغات والنظريات الرياضية المبنية على بعضها أو موضوعات التاريخ أو الاحياء تتطلب أولا فهم الاساسيات . ولا يفضل فيها استذكار موضوع من نصف المقرر دون النصف الاخر. كما أن المواد التى يمكن أن ياتى فيها سؤال يتعلق بقطاع طولى فى المقرر مثل : التاريخ تتطلب ايضا الربط المنطق بين  وحدات المقرر .

     وبصفة عامة يجب أن نعرف أن تتابع المعانى ومنطقيتها عامل ساعد على سهولة التذكر وعلى التقليل من الزمن اللازم للاستذكار ويلاحظ أن الفهم الاجمالى للموضوع ككل يجعل الجهد المطلوب لا ستذكاره وتذكره أقل فلا يحتاج الانسان فى هذه الحالة الا أن يضع الافكار الجزئية فى الاطار الكلى وهذا يتطلب عند استذكار أى مادة فهما منطقيا ثم يبدا بعد ذلك التدرج المنطقى بين البدايات والنهايات فى مثل هذه المادة ( أى توافر عنصرى الفهم والتنظيم ) .

 

 

 

مشاهده: 1295 | أضاف: kroon | الترتيب: 0.0/0
مجموع المقالات: 0
الاسم *:
Email *:
كود *:
بحث
التقويم
«  أوكتوبر 2011  »
إث ث أر خ ج س أح
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930
31
دردشة مصغرة
اليوم
 
Copyright MyCorp © 2025
استضافة مجانية - uCoz