|
مدونة
الرئيسية » 2011 » نوفمبر » 17 » النتائج الإجتماعية للحملة الفرنسية على مصر
2:04:54 AM النتائج الإجتماعية للحملة الفرنسية على مصر |
نتائج الحملة الفرنسية الاجتماعية :
كما قلنا من قبل فإن الحملة
الفرنسية لم تكن مجرد حملة صليبية حربية ، بل كانت هجمة استعمارية موجهة إلى كبد
الحضارة الاسلامية ، ولذلك فقد أراد نابليون أن يبهر العالم الاسلامي بمنجزات
الحضارة الغربية في ذلك الوقت
فاصطحب معه خلال حملته
العسكرية على مصر نحو 175 عالما ، إذ كانوا يشكلون 'كتيبة لغزو' معرفي منظم ، فكان
منهم علماء في الرياضيات وعلم الحيوان والكيمياء والفلك والجغرافيا وهندسة المناجم
والهندسة المعمارية والرسم والنحت وموسيقيين ومتخصصين في المتفجرات وأطباء وأدباء
، و مطبعتين حديثتين ـ بالنسبة لذلك العصر ـ إحداهما فرنسية والأخرى عربية ، وفنيي
طباعة إذ أن المطبعة كانت 'أداة مهمة' للدعاية بين المصريين لحملة نابليون الذي
طبع المنشور الأول وهو لا يزال في عرض البحر 'ليبدأ حرب الدعاية قبل أن يبدأ
القتال بالفعل' وبعد فشل الحملة حمل الفرنسيون المطبعة والآثار والأجهزة العلمية
إلى بلادهم.
بل إن الغزاة لم يدربوا
مصريا واحداً على استخدام المطبعة فقد كان العاملون بها من نصارى الشوام ، مثل
إلياس فتح الله ويوسف مسابكي و غيرهم ، و هؤلاء لم يبقوا بمصر بعد رحيل الفرنسيين'
، بل إنه خلال فترة وجود المطبعة في مصر لم يسمح لأي مصري بالوصول إلى تلك المطبعة
، إذ أن الغزاة لم يكونوا قادمين لتحديث مصر والمصريين وإنما جاء الغزو 'لمصلحة
المشروع الاستعماري الفرنسي ، و لم يكن المقصود بالطبع تثقيف الشعب المصري أو
تعليمه ، بدليل اعادته للمطبعة لبلاده بعد الفشل الذريع والسريع للحملة .
يقول أحد المؤرخين الفرنسين
المعاصرين للحملة: 'لم يحدث من قبل اطلاقا لجيش ذاهب لغزو أحد البلاد أن أخذ معه
دائرة معارف حية مثل هذه'.
وقد أمر نابليون قبل التحرك
بشراء مكتبة تضم 550 مؤلفا أساسيا اضافة الى مكتبتين للتاريخ الطبيعي والفيزياء
ومعمل للكيمياء وتم توزيع العلماء على عدة سفن 'حتى لا يسلم العلم لمصير سفينة
واحدة'.
وبدأ التعاون بين العلم
والمدفع من خلال التنقيب عن الاثار المصرية القديمة (الفرعونية) واستخراج تلك
الكنوز وشحنها الى فرنسا.
و مع ادعاء الفرنسيين للصبغة
العلمية لحملتهم البربرية فإن جيش نابليون قام بإتلاف و تدمير خزائن الكتب
والمخطوطات في الجامع الأزهر ، بل و حاول هدمه وهو سلوك يناقض 'ادعاء (نابليون)
اعتناق الإسلام والإيمان بنبيه صلى الله عليه و سلم ، ولذلك فإنه ينقل عن الروائي
الفرنسي ستندال (1783-1842) وصفه إسلام نابليون بأنه 'كان نفاقا سياسيا مشروعا'.
0
ومن نتائج الحملة الفرنسية
الاجتماعية :
زرع الماسونية في العالم
العربي و لاسلامي:
لقد كانت الماسونية من أقدم
الأفكار الغربية وصولاً إلى أرض مصر؛ حيث جاءت مع الحملة الفرنسية كي تخدم الأهداف
الفرنسية في الشرق، و عملت كطابور خامس للسياسة الغربية.. حيث جلس المصري تحت
رئاسة الأجنبي ليسمع وينفذ الأوامر والتعليمات.
وفي تلك الفترة كان الدور
الفكري للماسون أكثر وضوحًا ، حيث دخل كثير من النخبة من قيادات السياسة ورجال
المال في الماسونية ، وكان دور أفرادها في الاقتصاد المصري بارزًا خاصة اليهود، ،
وكانت هذه الفئات تتباهى بماسونيتها دون إخفاء؛ حيث كانت الصحف والمجلات الماسونية
وغير الماسونية تنشر الكثير عن أعمالهم، وفي كثير من الأحيان تنعتهم بالألقاب
الماسونية دون حرج، فالماسونية في مصر كانت تضفي وجاهة اجتماعية على أتباعها، بل
كان تدخل الماسونية في السياسة علنيًا وليس سريًا
،
ويومًا بعد يوم أصبحت الأسرار تنكشف، فتاريخها في العصر الحديث يتسم بغموض شديد .
وقد كان للثورة الفرنسية
وحروب نابليون دور في خدمة الماسونية، وكيف انتشرت محافلها داخل الدول العثمانية
وأقاليمها مترامية الأطراف، وظهرت أول مرة في مصر عام 1798م وبدأت بواسطة الماسون
الفرنسيين من قوات نابليون الذي أذاع منشورًا يؤمِّن فيه المسلمين على دينهم، ثم
قرر بعد ذلك إنشاء محفل ماسوني باسم محفل (إيزيس) وهي اسم لعبادة مصرية قديمة
غامضة ترجع إلى الإسطورة المصرية للأخوين (إيزيس وأيزوريس)، وكانت لها شعائر
ممفيسية قديمة (ممفيس مدينة يتجمع فيها كهنة إيزيس .
ونجح محفل إيزيس تحت قيادة
سيده الأول الجنرال كليبر حتى مقتله عام 1800م، وبعد انسحاب الفرنسيين من مصر
انتقلت الماسونية إلى السرة، وفي عام 1830م كوَّن الإيطاليون محفلاً سياسيًا لهم
كانت تراقبه السلطات المصرية، وتأسس محفل فرنسي تحت اسم مينس.
وتقول الدراسة إن أكثر
الأعضاء النشطين في شعائر ممفيس كان صموئيل حنس، وكان أعضاؤه أكثر من أي محفل
ماسوني آخر حيث تأسس في الإسكندرية محفل (الأهرام) عام 1845م ، وكذلك في القاهرة
والسويس والإسماعيلية وبورسعيد، وقد ضم محفل الأهرام بالإسكندرية عددًا كبيرًا من
القادة والوجهاء، وكان من أشهرهم الأمير عبد القادر الجزائري الذي حارب الفرنسيين
في الجزائر فتم نفيه إلى سوريا هو وأسرته.
وفي عام 1836م قرر المحفل
الممفيسي الفرنسي الأكبر عمل شرق مفيسي مصري فانضم إليه عدد كبير من المحافل،
وعملوا في انسجام كامل حتى قرروا توحيد العمل في عام 1864م.
وفي عام 1881م أصبح توفيق
(خديويًا لمصر) وتولى أيضًا رئاسة المحفل الأكبر الوطني المصري وعين وزير العدل
(حسين فخري) نائبًا لرئاسة المحفل وكان عدد المحافل يقرب من 56 محفلاً ثم تخلى
الخديوي لإدريس بك راغب عن الرئاسة.
و من اشهر المنتمين
للماسونية من الرموز الكبرى أمثال الأمير عبد القادر الجزائري, جمال الدين
الأفغاني ومحمد عبده والشيخ محمد أبو زهرة وغيرهم و ربما كان هؤلاء من المخدوعين
في الشعارات التي رفعتها المحافل الماسونية حول الحرية والإخاء والمساواة، و بعضهم
كان يحاول الاستفادة من عضويته الماسونية لخدمة قضايا الوطن، ولما تبين لها أن
الشعارات ليست إلا خدعة كبرى كان الانسحاب هو الحل.
على أن هذا الاحتمال لا
ينطبق على السياسيين ورجال الأحزاب في مصر أمثال سعد زغلول والنحاس باشا وفؤاد
باشا سراج الدين فقد كان هؤلاء مستفيدين على الدوام من عضويتهم الماسونية وحققوا
أهدافهم من حيث السلطة والنفوذ والصعود على النخبة بكل مغرياتها.
فسعد زغلول مثلا كان من
عملاء الاحتلال وكان شقيقه فتحي زغلول خائنًا دون أدنى ستار مثل شقيقه الذي كان
عميلاً مستورًا للاحتلال.
بل "الوفد" لم يكن
جادًا في المطالبة بجلاء قوات الاحتلال ، ومن مظاهر ذلك عدم القيام بأي مواجهات
حقيقية (قتال) ضد الانجليز بل إن مصطفى النحاس باشا قبِل أن يقوم بتشكيل الحكومة
على أسنَّة الدبابات البريطانية التي حاصرت الملك فاروق في فبراير 1942م
بل قد ظهر في بعض الأقلام في
فترة الخمسينات و ما بعدها ما يكشف جانباً من ذلك الغموض الذي ألقى بشباكه داخل
بعض الفئات المتنفذة و المنخرطة في العمل الماسوني ـ آنذاك ـ .
|
مشاهده: 1018 |
أضاف: kroon
| الترتيب: 0.0/0 |
|
التقويم
« نوفمبر 2011 » |
إث |
ث |
أر |
خ |
ج |
س |
أح |
| 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
|
| | |