إسلام أون لاين- القاهرة
مع فتح باب الترشح لرئاسة مصر رسميا في 10 مارس الجاري، أعلنت الطرق الصوفية عن تكوين أول ائتلاف حزبي صوفي يضم أحزابها الثلاثة (النصر، والتحرير المصري، والنهضة) لتوحيد كلمة الصوفية في دعم مرشح للرئاسة، إلا أنهم لم يحددوا بعد اسم مرشحهم للرئاسة، وما إذا كان سيكون صوفيا أم لا.
وبين محمد صلاح زيدان، رئيس حزب النصر الصوفي لـ”إسلام أون لاين" أن تأسيس الائتلاف الجديد جاء لتكون للصوفية كلمتهم في قضية الرئاسة، مشددا على أنه "لا بد أن يكون هناك مرشح تدعمه الصوفية”، إضافة إلى ضرورة "وقوف القوى الحزبية الصوفية بقوة في مسألة الدستور”.
وشدد على أن الصوفية بحاجة لجناح سياسي، يعبر عن أهدافهم، ويخرج وجهة نظرهم، ويعبر عنهم في المسار السياسي لمصر، مشيرا إلى أن الأحزاب الصوفية أسست لتكون لسان حال الصوفية في العمل السياسي، وليكون لهم دور في مستقبل مصر، سواء على المستوى الرئاسي أو على مستوى دستور الدولة”.
ودعا زيدان لتمثيل الصوفية "ومختلف الطوائف” في اللجنة المقرر تشكيلها لإعداد الدستور، معربا عن رفضه استئثار ما قال إنها "فصائل بعينها للمشاركة في وضع الدستور”.
وأكد على وجود طموحات لدى الصوفية، بأن يكون هناك رئيس ورمز من الصعيد، مثل جمال عبد الناصر، يكون رئيس مصر القادم، وأن يكون من الطرق الصوفية.
فتح باب الترشح
يذكر أن مصر فتحت أمس السبت باب الترشح لمنصب رئيس الدولة بعد نحو 13 شهرا من الإطاحة بالرئيس حسني مبارك في انتفاضة شعبية.
وقال الأمين العام للجنة الانتخابات الرئاسية المستشار حاتم بجاتو، لرويترز، إن مائتي راغب في الترشح حصلوا على الأوراق المطلوبة لإتمام ترشحهم مع نهاية اليوم الأول لفتح باب الترشح. ومن المقرر أن يستمر سحب الأوراق والتقدم بها حتى الثامن من إبريل القادم.
ويحق لكل حزب ممثل بنائب واحد منتخب على الأقل في مجلس الشعب أو مجلس الشورى، تقديم مرشح، بينما يلزم للمستقل الراغب في الترشح الحصول على تأييد 30 على الأقل من أعضاء مجلسي الشعب والشورى المنتخبين أو 30 ألف ناخب.
وستبدأ الانتخابات الرئاسية في مايو، ويعلن الفائز بالمنصب قبل انتصاف العام، لتنتهي إدارة المجلس الأعلى للقوات المسلحة للفترة الانتقالية في البلاد والتي بدأت يوم 11 فبراير العام الماضي.
وكان مشايخ الطرق الصوفية، قد استبقوا فتح باب الترشح للرئاسة بالإعلان (خلال مؤتمر حزب النصر الصوفي الأول الذي عقد بمحافظة أسوان مساء الجمعة 9 مارس 2012 تحت عنوان ”مستقبل مصر بعد ثورة 25 يناير”) عن تكوين ائتلاف حزبي بتوافق معظم الطرق الصوفية من خلال أحزابها الثلاثة، من أجل خلق سياسة عامة حزبية للتصوف، وللمساهمة في تحديد ملامح دستور مصر ورئيسها القادم.
قوة سياسية للتصوف
من جانبه، أكد الشيخ علاء أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية ومؤسس حزب التحرير المصري الصوفي، أن وجود ائتلاف حزبي بين الطرق الصوفية، سيساعد على وجود قوة سياسية للتصوف من خلال عمل حزبي منظم.
وعن سبب تكوين الأحزاب الصوفية لهذا الائتلاف، قال أبو العزائم لـ"إسلام أون لاين" إن السياسة تتداخل اليوم في حياة الصوفية ومستقبلها، لذلك لا بد أن يكون للطرق الصوفية كلمتها السياسية، "حتى نعلن رفض السياسة المبنية على الغش والخداع”- على حد تعبيره-، ونشارك في وضع دستور مصر ومنع وضع ما وصفها بأنها ” سياسة مغلوطة” من خلال أغلبية البرلمان المصري الجديد الذي يمثل تيارا بعينه.
وبين أنه تم التفكير في إنشاء حزب التحرير المصري الصوفي، والأحزاب الصوفية، ثم الائتلاف فيما بينها، خوفا على مستقبل الصوفية ووجودها بشكل رسمي، ولا سيما بعد أزمة هدم الأضرحة وحرق بعض الكنائس، ولذلك كان لا بد أن يكون هناك حزب أو أحزاب صوفية تكون مظلة للعمل الصوفي.
من جهته، أكد المهندس أحمد أبو النظر رئيس حزب نهضة مصر، الذي يشرف عليه صوفية الطريقة البيومية لـ”إسلام أون لاين” أن تكوين الائتلاف يكتسب أهمية كبرى في تلك المرحلة الدقيقة التي تمر بها مصر من أجل تحقيق مشاركة حقيقية للصوفية من خلال أحزاب يشارك فيها مختلف الطوائف، وتتولى المشاركة في رسم سياسة مصر المستقبلية عبر المشاركة في إعداد الدستور ودعم مرشح للرئاسة.
وعن اعتبار الائتلاف الصوفي اختزالا جديدا للعمل السياسي في المشاركة بالدستور ورسم سياسات مصر، قال:” نحن كأحزاب صوفية، أحزاب طبيعية تمثل كل الطوائف، ورجل الشارع العادي، وتمثل الأغلبية الصامتة، ولابد من التأكيد على أهميتها حيث تضم أقباطا وأفراد الثورة وستضم أطياف الفلاحين والعمال، وسنقف وراء مرشح رئاسي يعبر عن طبيعة مصر، وليس عن تيار أو توجه ".
وأشار إلى أن الائتلاف الحزبي الصوفي، هو ضد التطرف وضد اختزال مصر في تيار بعينه يحكم مصر ويسيطر على البرلمان والنقابات ومستقبل مصر.
وأعلن أبو النظر أن الأحزاب الصوفية لم تحدد حتى الآن، تأييد مرشح محدد، مؤكدا أن الصوفية لن تقف إلا وراء مرشح جيد، ينهض بمصر، وليس بالضرورة أن يكون من الصوفية، مؤكدا تمسك الصوفية بوضع دستور كامل لا يفرضه تيار معين.