السبت, 2025-07-05, 8:13:12 PM
أهلاً بك ضيف | RSS

      محمد على قرون               

فئة القسم
تصويتنا
قيم موقعي
مجموع الردود: 26
الدخول
الة حاسبة
احصائية
الوقت والتاريخ

كاتالوج المقالات

الرئيسية » مقالات » مقالاتي

الظلم

الظلـــــــــــم

أما ظلم العباد بعضهم بعضا 00 وهى الذنوب التى لا تترك فإن العدل فى أبسط صوره وأول قواعده ليقضى بأنه على كل من تجاوز حقه وإعتدى على حق غيره فإن عليه أن يرد هذا الحق ثم يعاقب على ما إرتكب وبذلك وجب على كل إنسان أن يرد عليه لغيره فورا وبلا إبطاء وأن يستسمحه قبل يوم الحساب 0 والمتدبر لحياة الإنسان يجد أنه لابد من تعامله مع غيره ومعايشته حتى الناسك فى صومعته يستلزم أمر حياته أن يلتقى بغيره زائرا أو عابرا لسبيل أو يلجأ لصاحب يدبر له حاجته المعيشية من غذاء أو كساء فما بالنا بالحياة العادية حيث ينهض الإنسان من نومه ليعامل أبيه وأمه وإخوته وأقاربه أو زوجته وأولاده وكل من يعيش معهم 0 ثم نجد جيرانه الأدنى فالأدنى 0 ثم ينزل إلى الحياة ليشترى طلباته اليومية ثم يتعامل مع زملائه فى عمله ومع من يتعاملون معه من جمهور 0 وأيا كان موضعه فى عمله فهو حلقة فى سلسلة تتم بها شئون الحياة والإنسان مهما كان عليه من حرص على غيره وتمسك بالحق فإنه يذنب بل ويجور فى الذنب 0 فإذا ما تركت السرقة والقتل وهتك الأعراض والإضرار بالناس والرشوة وأمثالها من الذنوب الكبيرة الواضحة التى لا تحتاج إلى بيان أو تفسير وجدنا الإنسان يرتكب ذنوبا عديدة ومتلاحقة ومتواصلة فهل أنت تعامل غيرك بائعا كما تعامله مشتريا 00 وهل تكشف لغيرك عورات ما تبيع كما تحاول أنت أن تكتشف عورات ما تشترى 0 ألا تطفف الكيل وتستوفيه عند الشراء 0 وتجتهد عند البيع ألا تعطى إلا ما هو إلى الأقل 0 هل تعامل مرؤوسيك الصغار كما تعامل رؤوسائك ؟ وغدا سيصبح كل هذا الجمع من المرؤوسين والرؤوساء إلى تراب فى قبورهم 0 ثم يبعثون وقد إختلفت درجاتهم 00 وتغيرت أحوالهم 0 فترى كيف سنعاملهم ؟ وكيف يتقبلون معاملتنا ؟ وكيف تجيب يوم الحساب عما فعلناه معهم وبهم ؟ هل فكرنا فيما سجل علينا من سب وشتم وقذف فى حق غيرنا فى غيبته وكيف سنواجهه يوم القيامة ؟ وهو يستمع إلى قولنا 0 إن كل كلمة وكل همسة وكل عدوان على حق الغير مهما كان لابد أن يقتضيه يوم القيامة منا ثم بعد الإقتضاء لابد من العذاب 0 إلا إذا عفا صاحب الحق فعلينا إذا أن نبادر بتصفية الحسابات المتشعبة المتعددة المتعلقة بنا وبغيرنا فهذه ذنوب لا تترك وما أفظع ما نرى يوم القيامة وقد تكاثرت الناس على الفرد تأخذ حقوقها مهما كانت بسيطة 0 تأخذ حقوقها بحسنات منه فإذا إنتهت حسناته 0أخذت حقوقها عن طريق سيئات يحملها المدين عن الدائن وبديهى أن قدر الحسنات يتناسب وقدر الذنب فيصبح الإنسان وقد أفلس من كل الحسنات وحمل سيئاته وسيئات غيره 0 وقال : سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ذلك لصحابته : ( أتدرون من المفلس ؟ إن المفلس من أمتى من يأتى يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة 0 ويأتى وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح فى النار ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم 0

ويشاء الله الرحمن الرحيم إلا أن يشمل الإنسان برحمته مهما كان منه من ذنوب مع غيره فطالما أن الإنسان قد تسامح مع غيره ورد له حقوقه أو عفى عنه فإن الله لأكثر تسامحا وأشد وأوسع مغفرة مما نعتقد 00 وأعظم رحمة مما نتخيل فإنه يغفر ما كان من العبد ويرفع عنه العذاب 00 طالما قد تاب وأناب 00 وتحلل من حقوق غيره عنده يردها إن كانت فيما يرد 00 كالمال والمتاع والماديات الأخرى 0 أو بطلب العفو من صاحبها إن لم تكن مما لا ترد 00 كالقول الفاحش أو ظن السوء أو الغيبة وأمثالها أو الندم والإستغفار والدعاء لصاحب الحق أو إغترابه أو لسبب آخر وعند القيامة يتولى الله جل شأنه السداد لصاحب الحق عن العبد التائب الذى بدل الله سيئاته حسنات ومن يسد عنه الله ما أغناه وما أسعده 0

وبذلك فإن الذنوب التى بين العبد والله يغفرها الله سبحانه وتعالى لأى سبب وعلى أهون سبب 0 إذا فلنأخذ فى أسباب المغفرة ولنبدأ بها فورا وحالا والذنوب التى بين العبد والناس يتولى الله جل شأنه عن عبده الذى تاب وأناب وإستسمح صاحب الحق فيها السداد عنه 0 فالنتسامح ولنعفو ونطلب من غيرنا العفو ونتوب إلى الله توبة كاملة ولتكن الآن وفى هذه اللحظة وقبل أن تختتم الأعمال وتنتهى الأقوال بلا حساب برحمة وأما رحمته فرحمته بلا حساب ( وقل رب إغفر وإرحم وأنت خير الراحمين ) صدق الله العظيم 0

الفئة: مقالاتي | أضاف: kroon (2011-06-28)
مشاهده: 216 | الترتيب: 0.0/0
مجموع المقالات: 0
الاسم *:
Email *:
كود *:
بحث
دردشة مصغرة
اليوم
 
Copyright MyCorp © 2025
استضافة مجانية - uCoz